المسيح عيسى بن
مريم عليه السلام
هو آخر رسل بني إسرائيل عليهم السلام
جميعاً، وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل الذين قصّ علينا قصصهم. قال
تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ
أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}
[الصف: 6].
الكلام في اسمه ولقبه وصفته:
اسمه في القرآن الكريم: عيسى. ولقبه
المسيح. وكنيته: ابن مريم. وصفته: عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم
وروح منه.
واسمه بالعبرية يسوع (يشوع) أي: المخلِّص، إشارة إلى أنه عليه السلام سبب
لتخليص كثيرين من ضلالاتهم.
نسبه عليه السلام:
هو عيسى ابن مريم بنت عمران، ويتصل نسب
عمران بداود عليه السلام، فعيسى عليه السلام من سبط (يهوذا). والله أعلم.
حياة عيسى عليه السلام في فقرات:
)أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياة
عيسى عليه السلام ما يلي:
-1 سبق أن ذكرنا عند الكلام على زكريا
ويحيى عليهما السلام، ما يتعلق بولادة أمه مريم بنت عمران، وكفالة زكريا
لها، وكيف نشأت مريم في طهر وعفاف في بيت المقدس، وكيف جاءها الملك جبريل
عليه السلام حينما بلغت مبلغ النساء، ونفخ في جيبها وبشرها بعيسى نبياً
ورسولاً.
قالوا: وقد كان عمرها نحواً من (13) سنة. والله أعلم.
قال الله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ
رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ} [التحريم: 12].
-2 قالوا: ولما أحست مريم بالحمل خشيت اتهام قومها لها بالزنى، فوافقت على
خِطبة يوسف النجار لها، وقد كان هذا الرجل باراً صالحاً، من بيت داود من
أبناء عمّها، متَّقياً لله تعالى، يتقرب إليه بالصيام والصلاة، ويرتزق من
عمل يديه في النجارة.
ثم إن مريم عليها السلام كاشفت يوسف خطيبها بما جرى لها، وبحملها بعد بشارة
جبريل دون أن يمسَّها بَشَرٌ، فعزم هذا الرجل أن يترك خطبتها شكاً بأمرها،
وبينما هو نائم إذا بملاك الله يوبخه قائلاً: لماذا عزمت على إبعاد
امرأتك؟!
اعلم أن ما كُوِّن فيها إنما كُوِّن بمشيئة الله، وستلد العذراء ابناً،
وستدعونه يسوع، تمنع عنه الخمر والسكر وكل لحم نجس، لأنه قدوس الله من رحم
أمه، وأنه نبيٌّ من الله، أُرسل إلى شعب إسرائيل ليحوّل يهوذا إلى قلبه،
ويسلك إسرائيل في شريعة الرب كما هو مكتوب في ناموس موسى، وسيجيء بقوة
عظيمة يمنحها له الله، وسيأتي بآيات عظيمة تفضي إلى خلاص كثيرين.
قالوا: فلما استيقظ يوسف من النوم شكر الله، وأقام مع مريم كل حياته خادماً
لله بكل إخلاص. والله أعلم
-3 قالوا: وكان هيرودس في ذلك الوقت ملكاً على بني إسرائيل بأمر قيصر
(أوغسطس)؛ فأمر هيرودس حكام البلاد وعماله فيها أن يسجلوا جميع أفراد
الرعية الداخلين في مملكته؛ وذلك بناء على أمر قيصري ورد إليه من قيصر
أوغسطس.
فذهب إذ ذاك كل إلى وطنه، وقدموا أنفسهم بحسب أسباطهم ليكتتبوا، وسافرت
مريم عليها السلام - وهي حبلى ومعها يوسف النجار - من الناصرة إلى بيت لحم
إحدى مدن الجليل - لأنها كانت مدينتها - وذلك ليكتتبا عملاً بأمر قيصر.
ولما بلغا بيت لحم لم يجدا فيها مأوى، إذ كانت المدينة صغيرة، وجماهير
الغرباء كثيرة، فنزلا خارج المدينة في مكان متخذ مأوى للرعاة.
-4 وفي هذه الأثناء، أتمت مريم أيام حملها وهي في بيت لحم، فأجاءها
-ألجأها- المخاض إلى جذع نخلة قيل: يابسة، وقيل غير ذلك.
وتجسم في نفسها ما ستلاقيه من اتهام قومها: {قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ
قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} [مريم: 23].
{فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} - وليدُها عيسى، أو المَلَك الذي رعى
ولادتها-: {أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم:
24].
{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا
جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ
الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ
أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} [مريم: 25-26].
وضعت مريم العذراء البتول طفلها، وهزت جذع النخلة فتساقط عليها من الجذع
الرُّطَب الجنيُّ -الناضج-، فأكلت من الرطب، وشربت من النهر الذي أجراه
الله لها في مكان لا نهر فيه، وكان كل ذلك إكراماً من الله لها، وتتابعت
خوارق العادات التي رافقت حياتها رضي الله عنها، وحياة ابنها عبد الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قالوا: ولم تجد مريم مكاناً تضع فيه وليدها في المكان الذي نزلت فيه -
المتخذ مأوى للرعاة - غير مذود للماشية "معتلف للداوب"، فوضعته فيه، وكان
ذلك سرير طفولته عند الوضع عليه السلام.
قالوا: وكان ميلاد عيسى عليه السلام يوم الثلاثاء (24) من كانون الأول.
-5 حملت مريم وليدها الصغير، وأتت به إلى قومها تحمله، وجرى بينها وبين
قومها ما قصه علينا القرآن المجيد -:
{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ
شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم: 27].
أي: جئت شيئاً بدعاً من الإِثم. أو جئت شيئاً عجيباً من أحداث الدهر.
{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ
أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28].
وأخذوا - على فسقهم وضلالاتهم الخاصة - يقولون عن مريم بهتاناً عظيماً.
{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ}، لائذة بالصمت، ناذرة للرحمن صوماً عن الكلام،
أشارت إلى طفلها الصغير، ليجيبهم عنها ويبرئ ساحتها مما اتهموها به.
{قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}! [مريم:
29].
فإذا بالصبي الصغير - المسيح عيسى عليه السلام - يُنطِقه الله، ليثبت براءة
أمه، ويعلن عن نبوته الآتية، ورسالته المقبلة، ويدلُّهم على أن مَنْ خَرق
العادة فأنطقه في طفولته، قادر على أن يخرق العادة فيخلقه في رحم أمّه دون
أن يمسها بشر.
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا *
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ
وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ
يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ
وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } [مريم: 30-33].
وكان عيسى بن مريم وأمُّه آية من آيات الله للعالمين.
-6 قالوا: ولمَّا بلغ الطفل من العمر ثمانية أيام، حملته أمه مريم إلى
الهيكل فخُتِن، وسمَّته عيسى (يسوع) كما أمرها جبريل حين بشرها به.
والختان من سنن الفطرة، وشريعة إبراهيم عليه السلام، كما أنه من شريعة سائر
الأنبياء والمرسلين من بعد إبراهيم عليه السلام.
-7 ونشأ عيسى عليه السلام في كنف أمه بعيدَيْن عن بيت لحم، في ربوة -بلدة
مرتفعة- ذات استقرار وأمن، وماء معين.
قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً
وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50].
الربوة: المكان المرتفع. ذات قرار: ذات استقرار وأمن. معين: ماء طاهر صاف.
أما المراد من الربوة التي أشار إليها القرآن الكريم، فقد ذكر المفسرون فيه
أربعة أقوال:
القول الأول: أن المراد بالربوة دمشق. وهذا القول مروي عن ابن عباس والحسن.
كما رواه ابن عساكر وغيره.
القول الثاني: أن المراد بها الرملة من فلسطين.
القول الثالث: أن المراد بها بيت المقدس.
القول الرابع: أن المراد بها مصر.
مريم عليه السلام
هو آخر رسل بني إسرائيل عليهم السلام
جميعاً، وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل الذين قصّ علينا قصصهم. قال
تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ
أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}
[الصف: 6].
الكلام في اسمه ولقبه وصفته:
اسمه في القرآن الكريم: عيسى. ولقبه
المسيح. وكنيته: ابن مريم. وصفته: عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم
وروح منه.
واسمه بالعبرية يسوع (يشوع) أي: المخلِّص، إشارة إلى أنه عليه السلام سبب
لتخليص كثيرين من ضلالاتهم.
نسبه عليه السلام:
هو عيسى ابن مريم بنت عمران، ويتصل نسب
عمران بداود عليه السلام، فعيسى عليه السلام من سبط (يهوذا). والله أعلم.
حياة عيسى عليه السلام في فقرات:
)أ) أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياة
عيسى عليه السلام ما يلي:
-1 سبق أن ذكرنا عند الكلام على زكريا
ويحيى عليهما السلام، ما يتعلق بولادة أمه مريم بنت عمران، وكفالة زكريا
لها، وكيف نشأت مريم في طهر وعفاف في بيت المقدس، وكيف جاءها الملك جبريل
عليه السلام حينما بلغت مبلغ النساء، ونفخ في جيبها وبشرها بعيسى نبياً
ورسولاً.
قالوا: وقد كان عمرها نحواً من (13) سنة. والله أعلم.
قال الله تعالى: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ
رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنْ الْقَانِتِينَ} [التحريم: 12].
-2 قالوا: ولما أحست مريم بالحمل خشيت اتهام قومها لها بالزنى، فوافقت على
خِطبة يوسف النجار لها، وقد كان هذا الرجل باراً صالحاً، من بيت داود من
أبناء عمّها، متَّقياً لله تعالى، يتقرب إليه بالصيام والصلاة، ويرتزق من
عمل يديه في النجارة.
ثم إن مريم عليها السلام كاشفت يوسف خطيبها بما جرى لها، وبحملها بعد بشارة
جبريل دون أن يمسَّها بَشَرٌ، فعزم هذا الرجل أن يترك خطبتها شكاً بأمرها،
وبينما هو نائم إذا بملاك الله يوبخه قائلاً: لماذا عزمت على إبعاد
امرأتك؟!
اعلم أن ما كُوِّن فيها إنما كُوِّن بمشيئة الله، وستلد العذراء ابناً،
وستدعونه يسوع، تمنع عنه الخمر والسكر وكل لحم نجس، لأنه قدوس الله من رحم
أمه، وأنه نبيٌّ من الله، أُرسل إلى شعب إسرائيل ليحوّل يهوذا إلى قلبه،
ويسلك إسرائيل في شريعة الرب كما هو مكتوب في ناموس موسى، وسيجيء بقوة
عظيمة يمنحها له الله، وسيأتي بآيات عظيمة تفضي إلى خلاص كثيرين.
قالوا: فلما استيقظ يوسف من النوم شكر الله، وأقام مع مريم كل حياته خادماً
لله بكل إخلاص. والله أعلم
-3 قالوا: وكان هيرودس في ذلك الوقت ملكاً على بني إسرائيل بأمر قيصر
(أوغسطس)؛ فأمر هيرودس حكام البلاد وعماله فيها أن يسجلوا جميع أفراد
الرعية الداخلين في مملكته؛ وذلك بناء على أمر قيصري ورد إليه من قيصر
أوغسطس.
فذهب إذ ذاك كل إلى وطنه، وقدموا أنفسهم بحسب أسباطهم ليكتتبوا، وسافرت
مريم عليها السلام - وهي حبلى ومعها يوسف النجار - من الناصرة إلى بيت لحم
إحدى مدن الجليل - لأنها كانت مدينتها - وذلك ليكتتبا عملاً بأمر قيصر.
ولما بلغا بيت لحم لم يجدا فيها مأوى، إذ كانت المدينة صغيرة، وجماهير
الغرباء كثيرة، فنزلا خارج المدينة في مكان متخذ مأوى للرعاة.
-4 وفي هذه الأثناء، أتمت مريم أيام حملها وهي في بيت لحم، فأجاءها
-ألجأها- المخاض إلى جذع نخلة قيل: يابسة، وقيل غير ذلك.
وتجسم في نفسها ما ستلاقيه من اتهام قومها: {قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ
قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا} [مريم: 23].
{فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا} - وليدُها عيسى، أو المَلَك الذي رعى
ولادتها-: {أَلا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا} [مريم:
24].
{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا
جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيْنَ مِنْ
الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ
أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} [مريم: 25-26].
وضعت مريم العذراء البتول طفلها، وهزت جذع النخلة فتساقط عليها من الجذع
الرُّطَب الجنيُّ -الناضج-، فأكلت من الرطب، وشربت من النهر الذي أجراه
الله لها في مكان لا نهر فيه، وكان كل ذلك إكراماً من الله لها، وتتابعت
خوارق العادات التي رافقت حياتها رضي الله عنها، وحياة ابنها عبد الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قالوا: ولم تجد مريم مكاناً تضع فيه وليدها في المكان الذي نزلت فيه -
المتخذ مأوى للرعاة - غير مذود للماشية "معتلف للداوب"، فوضعته فيه، وكان
ذلك سرير طفولته عند الوضع عليه السلام.
قالوا: وكان ميلاد عيسى عليه السلام يوم الثلاثاء (24) من كانون الأول.
-5 حملت مريم وليدها الصغير، وأتت به إلى قومها تحمله، وجرى بينها وبين
قومها ما قصه علينا القرآن المجيد -:
{فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ
شَيْئًا فَرِيًّا} [مريم: 27].
أي: جئت شيئاً بدعاً من الإِثم. أو جئت شيئاً عجيباً من أحداث الدهر.
{يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ
أُمُّكِ بَغِيًّا} [مريم: 28].
وأخذوا - على فسقهم وضلالاتهم الخاصة - يقولون عن مريم بهتاناً عظيماً.
{فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ}، لائذة بالصمت، ناذرة للرحمن صوماً عن الكلام،
أشارت إلى طفلها الصغير، ليجيبهم عنها ويبرئ ساحتها مما اتهموها به.
{قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا}! [مريم:
29].
فإذا بالصبي الصغير - المسيح عيسى عليه السلام - يُنطِقه الله، ليثبت براءة
أمه، ويعلن عن نبوته الآتية، ورسالته المقبلة، ويدلُّهم على أن مَنْ خَرق
العادة فأنطقه في طفولته، قادر على أن يخرق العادة فيخلقه في رحم أمّه دون
أن يمسها بشر.
{قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا *
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ
وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ
يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ
وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا } [مريم: 30-33].
وكان عيسى بن مريم وأمُّه آية من آيات الله للعالمين.
-6 قالوا: ولمَّا بلغ الطفل من العمر ثمانية أيام، حملته أمه مريم إلى
الهيكل فخُتِن، وسمَّته عيسى (يسوع) كما أمرها جبريل حين بشرها به.
والختان من سنن الفطرة، وشريعة إبراهيم عليه السلام، كما أنه من شريعة سائر
الأنبياء والمرسلين من بعد إبراهيم عليه السلام.
-7 ونشأ عيسى عليه السلام في كنف أمه بعيدَيْن عن بيت لحم، في ربوة -بلدة
مرتفعة- ذات استقرار وأمن، وماء معين.
قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً
وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ} [المؤمنون: 50].
الربوة: المكان المرتفع. ذات قرار: ذات استقرار وأمن. معين: ماء طاهر صاف.
أما المراد من الربوة التي أشار إليها القرآن الكريم، فقد ذكر المفسرون فيه
أربعة أقوال:
القول الأول: أن المراد بالربوة دمشق. وهذا القول مروي عن ابن عباس والحسن.
كما رواه ابن عساكر وغيره.
القول الثاني: أن المراد بها الرملة من فلسطين.
القول الثالث: أن المراد بها بيت المقدس.
القول الرابع: أن المراد بها مصر.
الخميس يناير 10, 2013 12:21 am من طرف ابو نور
» تمارين الظهر صور متحركه
الأحد مارس 11, 2012 3:36 pm من طرف محمد ذيكه
» Windows XP-Turbo™ 3D SP3 2010
السبت مايو 21, 2011 2:57 am من طرف hmada1212
» المصحف المرتل لعدة قراء وبحجم خيالى وايضا للجوال
الإثنين أبريل 11, 2011 12:20 pm من طرف ASEER_AL7OB
» برنامجNero 7 Ultra Edition 7.10.1fullبرنامجNero 9.2.6.0
الجمعة أكتوبر 01, 2010 10:35 pm من طرف دموع القمر
» تفسير الاحلام لابن سيرين بالحروف الابجديه
الخميس سبتمبر 30, 2010 6:41 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 2:49 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» كتاب تفسير الاحلام لابن سيرين
الأربعاء سبتمبر 29, 2010 2:48 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» برنامج INTERNET DOWNLOAD MANAGER 6.0.1 beta4
الخميس سبتمبر 16, 2010 7:07 pm من طرف الفرعون المصرى تيتو
» المصحف المرتل كامل للشيخ عبد الباسط عبد الصمد
الثلاثاء يوليو 13, 2010 7:29 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» تمارين البطن صور متحركه
الأربعاء يونيو 16, 2010 12:23 pm من طرف احمدالسيدعلى
» جدول موعيد مبريات كاس العالم2010 بتوقيت مصر
الخميس يونيو 10, 2010 7:53 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» فديو للكعبه الشريفه من الداخل
الجمعة يونيو 04, 2010 3:47 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» مكتبة كتب الكترونيه اسلاميه لاغلب كتب الائمه رحمهم الله
الأحد مايو 09, 2010 10:21 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» لعبةFort Zombie 2009
الثلاثاء أبريل 20, 2010 1:08 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» Office 2010 Professional Plus RTMV
الثلاثاء أبريل 20, 2010 1:02 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» جدول مواعيد مباريات الدور الثانى للدورى الممتاز موسم 2009/2010
الثلاثاء أبريل 13, 2010 7:41 pm من طرف الفرعون المصرى تيتو
» القرآن الكريم كاملا بصوت الشيخ مشاري العفاسي
السبت مارس 13, 2010 2:21 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» القران الكريم بصوت الشيخ احمد بن على العجمى
السبت مارس 13, 2010 1:14 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» قصة سيدنا عيسى عليه السلام
الأحد فبراير 28, 2010 7:25 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» خطر على كل رياضى
الأحد فبراير 28, 2010 7:17 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» برنامجAVG Internet Security 9.0.700 - FULL
السبت فبراير 27, 2010 4:42 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» قصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
الخميس فبراير 25, 2010 5:46 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» قصة سيدنا الياس واليسع عليهم السلام اجمعين
الخميس فبراير 25, 2010 5:34 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» العبه الحربيه الرائعهBATTLEFIELD BAD COMPANY 2 | PC BETA |
السبت يناير 30, 2010 2:30 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» نسخة الويندزWindows 7 Ultimate OEM DVD - File ISO x86
السبت يناير 30, 2010 1:35 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» برنامج Microsoft Office 2010 Blue Edition للتحميل
السبت يناير 30, 2010 1:25 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» اخطر برامج الاختراق وبالشرح كمان
السبت يناير 23, 2010 3:24 pm من طرف عبدالله عبده
» لعبة Street Fighter 4
السبت يناير 23, 2010 12:31 am من طرف الفرعون المصرى تيتو
» نسخةWindows 7 Transformation Pack 3.0
الإثنين يناير 11, 2010 6:28 am من طرف الفرعون المصرى تيتو